أكمل المشرف حديثه .. ثم قال : أحسن الله عزاءكم ..
ثم سكت ..
أحسن الله عزاءكم .. في خالد .. ..
أصيب اليوم بحادث .. انقلبت سيارته عدة مرات .. ثم ارتطمت بالأشجار .. وتوفي مباشرة ..
-----------------
يا الله .. أصحيح ما قال ؟؟
خالد .. .. صاحبنا .. رحل عن الدنيا ..
كانت صلاة العشاء من ذلك اليوم مشهودة ..
فما من جالس إلا وقد رفع يده ليدعو لخالد .. ..
اللهم اغفر له .. اللهم ارحمه ..
رحمك الله يا خالد .. ..
-------------------
مر شريط الذكريات على ذهني مثل سنا البرق ..
لا زلت أذكر آخر لقاء ..
حينما حضر خالد .. لتناول العشاء معنا ..
كان لقاؤه مفاجأة لنا .. بعد انقطاعه فترة عنا ..
لا زال يحمل تلك النفس المنشرحة .. والبسمة البراقة ..
عناق حار .. ولقاء عجيب ..
ولم نكن نعلم أنه آخر لقاء بخالد .. ..
رحمك الله يا خالد .. ..
--------------------
بقلبي ركن للفقيد معطل*** عظيم ولكن هل طبيب يعلل
وجرح تعدى كل جرح كأنه *** مسيل لواد من دماء ومهطل
وعين أسألت من دموع كأنها *** سحاب ركام بالمياه معطل
لقد راح ذاك القلب وقت لقائنا *** فهل يا ترى يلفى الحبيب المجندل
---------------------
لا زلت أذكر .. حين ذهبنا للمقبرة ..
كان منظر قبره مؤثرا .. مبكيا ..
لم يتمالك الكثير أدمعهم ..
يا لنفوسنا المقصرة .. أين أنت ..؟؟
-----------------
أيا مغسل الصحب الذي فيه أشرقت *** وجوه من النور كبدر يهلل
ويا جامع الموتى لقد فيك ودعوا *** حبيبا بتكبير رباع وأرملوا
وفي مدفن الموتى نسيم قد انقضت *** حياة وقد كانت حياة تبدل
----------------
كان منظر أبيه وهو يقف شامخا في العزاء منظرا عجيبا ..
ما أعظم صبره على فراق ابنه ..
كان درسا .. بل دروسا لن ينساها الزمن ..
----------------
رحمك الله يا خالد .. .. وأسكنك الجنان ..
يذكر من شاهده بعد التغسيل أن وجهه كان مشرقا ..
---------------
لقد غيبوا ذاك السعيد بلمحة *** وقد حار قبر قد مضى فيه ينزل
ولم تصطبر تلك العيون عن البكا *** فسالت على كف تلوح وتسأل
فيا رب قد بت ببابك سائلا *** غفورا مجيبا للدعاء ويقبل
بأن نلتقي في جنة الخلد معهم *** بجلسات ذكر دائمات تبجل
-----------------
! ..عٍـــندهَـــا بَـكَيــــتُ .. !
----------------
عبد المحسن ..
صديق دراسة ..
كان بدء لقائنا بالمرحلة المتوسطة ..
ثم افترقنا ..
لكن شاء الله أن نلتقي أخرى ..
ما قصته ..
وكيف حدث له ما حدث ..
موعدنا .. مع القصة القادمة ..